إرضاء الناس غاية لا تُدرك...

إرضاء الناس غاية لا تدرك

جيسيين كاهن بوذي يجيد فن الرسم ويبدع عندما يرسم. كان يشترط على الراغبين في اقتناء لوحاته أن يدفعوا المبلغ كاملا قبل أن يبدأ بالرسم، وكان ينادونه "الرسام الجشع". لكنه لم يتراجع يوما عن طريقته أمام تقريعهم له.
اقتربت منه سيدة مرة وسألته: أريدك أن ترسم لي لوحة خاصة، هل تقبل؟
فردّ على الفور: وكم ستدفعين؟
قالت: يجب أن تقوم بالعمل أولا!
فردّ : لا... يجب أن تدفعي لي أولا!
أقامت السيدة حفلة عشاء دعت إليها مجموعة من أصدقائها، ودعت الكاهن الرسام ليقوم برسم اللوحة أمامهم بعد أن رضخت لطلبه ووافقت على دفع المبلغ سلفا.
قالت لضيوفها: إنه رسام رائع وموهوب، ولكنه جشع للغاية ويحب المال ولا يقبل أن يقوم بأي عمل قبل أن يُدفع له المبلغ كاملا.
لم يهتم الكاهن بما قالته، وراح يرسم حتى انتهى من رسم لوحة في غاية الإبداع. غادر بيت السيدة بعد أن شكرها وهو مطمئن على المبلغ في جيبه.
في حقيقة الأمر لم يكن ذلك الكاهن جشعا ولم يكن يعشق المال، ولكنه كان يملك جمعية خيرية ويضع كل الأموال الذي يجمعها في خزينة تلك الجمعية لكي تقوم ببناء مدرسة وشق طريق للقرية التي يعيش فيها.
عندما اكتمل المبلغ اللازم للقيام بهذين المشروعين. أغلق مرسمه وتوجه إلى أحد الكهوف المهجورة في الجبال كي يمارس طقوسه ويتوحد في كونه.
عزيزي القارئ:
الحكمة من القصة هو أن تكون مقتنعا بما تقوم به، وخصوصا عندما تتأكد من أن عملك سيعود بالخير على الآخرين.
لا تعط لكلام الناس أية قيمة مادمت تدرك أبعاد هدفك وسموّ ذلك الهدف.
خذ في الإعتبار بأن إرضاء كلّ الناس غاية لا تُدرك، وبأنك لست ملزما بإرضائهم جميعا.
يقول المفكر الأمريكي Wayne Dyer:
"عندما ترضي 50% من الناس هذا يعني بأنك قد فعلت عملا جيدا"
ألم يرضِ ذلك الكاهن 50% على الأقل من الناس عندما بنى مدرسة وشق طريقا في قريته؟

» صور غاية الظرافة...
» شنط نسائية غاية في الغرابة...
» صور شموع رومانسية غاية في الروعة...

إرسال الصورة

إرضاء الناس غاية لا تُدرك...