صوم نينوى بعد غد الاثنين
هوذا أعظم من يونان ههنا ) مت 31:21
يونان بن أمتاي من أهل حب حافر وهو أبن ( الأرملة الزانية في صرفت صيدا ، طالع 3 مل 18:17) الذي أقامه أيليا من الموت .يونان النبي هو أحد الأنبياء الصغار في العهد القديم . ذكره سفر الملوك الثاني في ( 25:14 ) قبل أن يذكر في سفر يونان . صار آية لأهل نينوى وبسبب أنذاره لهم آمنوا ، فتابوا ، وصاموا ، ولبسوا المسوح ، فكان لهم الخلاص . وما زال أحفادهم المؤمنون في بلاد ما بين النهرين وبمختلف طوائفهم ملتزمون بهذا الصوم الذي يسمى بصوم الباعوثة ، ولمدة ثلاثة أيام وهناك الكثيرين يصومون ثلاث أيام متواصلة تقدم الكنيسة أثناء هذا الصوم صلوات خاصة ترفع الى محضر الرب كما يصوم أبناء الكنيسة القبطية هذا الصوم الذي يسمى بصوم نينوى ولمدة ثلاثة أيام أيضاً يبدأ من 22 – 24 شباط . ويوم الخميس الواقع بعد الصوم مباشرة يقام قداس عيد يونان النبي .نقرأ في سفر يونان النبي رواية تتناول أمر الله الى يونان لأرساله بمهمة أنذار أهل نينوى الخاطئة . تمرد يونان على الله فرفض تنفيذ الأمر وبصمت وحتى وأن هلك ، مقابل أن يهلكوا أهل نينوى أيضاً . السبب يعود لكونه يهودي لا يدرك محبة الله وخطته الخلاصية لكل الأمم ، فتمرد . وبسبب تمرده أستطاع الله أن يزرع الأيمان في قلوب البحارة على ظهر السفينة التي كانت تقل يونان الى ترشيش ومن ثم في أهل نينوى كلها .نجد يونان في هذه القصة وحيداً متمرداً حاقداً مكتئباً أنانياً فوصل اليه الأمر الى أن يطلب الموت بسبب يقطينة . وهكذا لم يفهم رسالة الله كما في ( يو 2:4) . أخيراً وفي جوف الحوت الذي حوله يونان الى مكان التأمل والصلاة القلبية ، لا وبل الى منبر، صرخ منه صرخة قوية الى الله يعبر من خلاله عن سلطان الموت عليه وهو في جوف الحوت ، والتي هي صورة بقاء المسيح في باطن الأرض ( لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام ، هكذا يكون أبن الأنسان في قلب الأرض ) " مت 4:12" . كما طلب يونان من الرب الخلاص وبصوت شكر وطاعة لكي يتمم أمره فيذهب الى نينوى .رغم ضعفات يونان الكثيرة أحبه الله فأتصف معه بطول الأناة ، وأراد أن يكون هو سبب خلاص أهل نينوى فلم يفكر بأختيار غيره ، لا وبل كرمه في العهد الجديد أيضاً بقوله ( كما كان يونان آية لأهل نينوى ، هكذا يكون أبن الأنسان لهذا الجيل ) " لو30:11" .من خلال قرائتنا لسفر يونان النبي نصل الى نقاط التشابه والتناقض بين يونان والرب يسوع ، نختصرها.١- رفض يونان رسالة الله الى نينوى.١- قبل يسوع الرسالة الى العالم من أجل خلاص البشرية هرب يونان من وجه الله الى البحربأتجاه ترشيش
أطاع يسوع الله حتى الموت فقال : لتكن لا حسب مشيئتي بل مشيئتك
سبب تمرد يونان على كلام الله ، لكون أهل نينوى أممين لا يهود
يسوع أراد الخلاص للعالم كله فمنح الحياة لكل من يؤمن به
تعرضت السفينة التي أقلت يونان لعاصفة شديدة كادت تحطيمها
تعرضت سفينة الرسل الى عاصفة أستطاع يسوع أن ينتهر الأمواج والأمطار والبحر لكي يكون الهدوء والسلام
رسالة يونان لم تنال منه شيئاً
رسالة المسيح كلفته التعذيب والصلب والموت
يونان أبتلعه الحوت ثلاثة أيام وخرج من جوفه حياً وتائباً
يسوع دفن في القبر ثلاثة أيام لكي يخرج بجسد ممجد . هنا نلتمس بكل وضوح بأن يونان كان رمزاً للمسيح وأكد ذلك الرب بقوله في(مت4:12
7-أسم يونان يعني الحمامة . القي يونان المتمرد " أي الخاطىء" في البحر . هنا يرمز الى موت المعمودية فخرج يونان آخر تائباً ومطيع لكلام الله
دخل يسوع في مياه الأردن فحل عليه الروح القدس على شكل حمامة ، وهكذا يخرج من يدخل في ماء المعمودية أنساناً آخر لأنه يولد ولادة جديدة
نقل يونان رسالته الى نينوى بأسلوب التهديد
نقل المسيح رسالته بمحبة وسلام وفرح ، فزرع الملكوت في القلوب
رغم كون أهل نينوى أشراراً فقد قبلوا رسالة يونان التهديدية المجردة من كل معجزة
كانت رسالة المسيح تحمل البشارة وكانت مصطحبة بآيات ومعجزات كثيرة لكن خاصته لن تؤمن به . لهذا فضل المسيح أهل نينوى عليهم ، قائلاً بأنهم سيدينونهم لأنهم تابوا
تاب كل أهل نينوى فغضب يونان
الرب يسوع والسماء كلها يفرحون بخلاص كل خاطىء يتوب
ليتقبل الرب صومنا وصلاتنا جميعاً