Alashoria المديرة العامة
نقاط : 68910 مُعدل تقييم المستوى : 0 تاريخ التسجيل : 20/10/2010
| موضوع: حياة القديس أنطونيوس الكبير أبو الرهبان... الأحد فبراير 17, 2013 10:36 am | |
| حياة القديس أنطونيوس الكبير أبو الرهبان وُلد هذا القدّيس العظيم في مدينة كوما في صعيد مصر نحو السنة 251. وقد كتب سيرته القدّيس أثناسيوس بطريرك الاسكندريّة معاصره، وُلد أنطونيوس في مصر من أبوين مسيحيَّين تقيَّين، توفي والداه تاركَين له أختًا دونه سِنًّا، فكان لها الأخ الشفيق المحبّ. سمع يومًا كلام الإنجيل المقدس: "إن كنت تريد أن تكون كاملاً فاذهب وبِع كلّ شيء لك واعطه للمساكين فيكون لك كنز في السماء وتعال واتبعني" (متّى 19: 21). فكان لهذه الآية وقعُها العميق في قلبه، فمضى فباع ما يملك، تاركًا لشقيقته نصيبها، ووزَّع ما خصَّه على الكنائس والفقراء، واعتزل الدنيا، وأخذ يزور النسّاك، صارفًا أكثر أوقاته بالصلاة والتأمُّل ومطالعة الأسفار المقدّسة. فحسده الشيطان وأخذ يجرّبه، أمّا أنطونيوس فكان ينتصر على هذه التجارب بالصوم والصلاة والتأمّل. ولم يكن يقتات بسوى الخبز والملح وقليل من الماء. وبالرغم من انتصاراته على التجارب، لم يكن الشيطان لينفكّ عن منازلته. وانفرد في الصحراء ودخل قبرًا قديمًا أقام فيه أشهرًا. وما زال الشيطان يهاجمه بصور حيوانيّة مرعبة، لكنّه كان يقاومها بمعونة الله. وفي هذا العراك الهائل أشرق في هذا الكهف نورٌ سماويّ وظهر الربّ يسوع. فصرخ أنطونيوس: "أين كنت يا سيّدي؟" فأجابه الربّ: "كنت هنا، يا أنطونيوس، أشاهد جهادك". دعوته للدخول الى البرية: في أحد الأيام نزلت سيدة إلى النهر لتغسل رجليها هي وجواريها ، وإذ حول القديس نظره عنهن منتظرا خروجهن بدأن في الاستحمام . ولما عاتبها على هذا التصرف ، أجابته ( لو كنت راهبا لسكنت البرية الداخلية ، لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان ) وإذ سمع القديس هذه الكلمات قال في نفسه ( إنه صوت ملاك الرب يوبخني ) وفي الحال ترك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية ، وكان ذلك حوالي عام 285م ثم توغّل في صميم الصحراء، واستأنف حياة التأمّل ومناجاة الخالق مدّة عشرين سنة، إلى أن عرف الناس بمقرّه فأخذوا يأتونه من كل صوب. وطلب الكثيرون منهم أن يَقبَلهم في عداد تلاميذه، فأجاب طلبهم ونزل معهم إلى ضفاف النيل، حيث أنشأ لهم ديورة عديدة. وكثُر عدد الرهبان جدًّا وانتشر عبير الفضائل المسيحيّة في تلك البراري. وكان أنطونيوس يزور الأديار ويثبّت الرهبان في دعوتهم. وأعتراه الملل ذات يوم فسمع صوتا يقول له ( اخرج خارجا وأنظر ) فخرج ورأى ملاكا متوشحا بزنار صليب مثال الأسكيم المقدس ، وعلى رأسه قلنسوة ، وهو جالس يضفر ، ثم يقوم ليصلي ، ثم يجلس ليضفر أيضا . وأتاه صوت يقول له ( يا أنطونيوس افعل هكذا وأنت تستريح ) فاتخذ لنفسه هذا الزي من ذلك الوقت وصار يعمل الضفيرة ولم يعد إليه الملل. وفي السنة 311 ثار الاضطهاد بشدّة على المسيحيّين فهبَّت نار الغيرة في قلب أنطونيوس فسار إلى الإسكندريّة يشدّد عزائم المؤمنين ويرافق المسيحيّين إلى المحاكم ويشجّعهم على الثبات في الإيمان، ولمّا خمدت نار الاضطهاد، عاد إلى صومعته يتابع حياته النسكيّة. ومنّ الله عليه بموهبة شفاء الأمراض وطرد الشياطين، فتقاطر الناس إليه أفواجًا فخاف من روح الكبرياء، فهرب إلى بريّة تيبايس العليا. وبعد أن عثر رهبانه عليه زار أدياره وحثّ الرؤساء والرهبان على مواصلة السير في طريق الكمال، وعاد إلى خلوته. ثمّ زار القديس بولا أوّل النسّاك. وفي السنة 325 ازدادت هرطقة الأريوسيّين تفشيًا في الإسكندريّة، فدعاه القديس اتناسيوس إليها فلبّى أنطونيوس الدعوة، رغم كبر سنه، فخرجت المدينة لاستقباله. فأخذ يحذّرهم من الهرطقة الأريوسيّة، ويبيّن لهم أنّ المسيح إله حق وإنسان حق. ثم عاد إلى جبله. وكانت له المنزلة الكبرى لدى العظماء والملوك، لا سيّما الملك قسطنطين الكبير الذي كتب إليه يطلب صلاته وشفاعته. وفي المرحلة الأخيرة من حياته، زار أديرة رهبانه محرِّضًا الجميع على الثبات في طريق الكمال. ورقد بسلام في 17 ك2 356 وله من العمر مئة وخمس سنين. حقّ له أن يدعى "كوكب البريّة" ومجد الحياة الرهبانيّة وشفيع الجماعات والأفراد في كل مكان وزمان. ومن تركته الروحيّة سبع رسائل شهيرة كان قد وجّهها إلى بعض أديرة المشرق. وقد نقلت من القبطيّة إلى اليونانيّة واللاتينيّة وطبعت مندمجة بين تآليف الآباء. من أقواله: يا بني لا تهمل ذكر الأبدية ، قل لنفسك في كل صباح أنك ربما لا تعيش إلى المساء وعند المساء ربما لا ترى نور النهار ، قاوم التجربة بشجاعة ، إن الشيطان ضعيف عندما نعرف أن نجرده من أسلحته . إنه يخاف الصيام والتواضع والصلاة والأعمال الصالحة . إن اشارة الصليب وحدها كفيلة بأن تهزمه ... * إن الراهب مثل السمكة فإن هي خرجت من الماء تموت وكذلك الراهب إذا هو ترك صومعته يموت * ليكن كل عمل تعمله في نهارك كأنه الأخير من حياتك فاصنعه بكل اتقان من قصصه سمح له الرب ذات مرة أن يحاور الشيطان فسأله مار أنطونيوس: باسم الرب يسوع أخبرني ممن تخاف !أتخاف من الذين يصومون .. أجابه الشيطان وقال: أنا لا آكل أبداً - إذاً أتخاف من المتوحدين في الصحارى ضحك الشيطان وأجاب: ألا تراني أسكن القفار والأماكن المخيفة - إذاً فأنت تخاف من الذين يقضون لياليهم بالسهر قهقه وقال: ألا تعلم أني لا أنام أبداً أسهر متربصاً لفريستي رسم أنطونيوس اشارة الصليب وقال يأمره باسم الرب يسوع أخبرني ممن تخاف ... تردد الشيطان .. فعاد مار أنطونيوس يسأله باسم الرب يسوع ممن تخاف .. قال له من المتواضع صلاته معنا. آمين
| |
|